روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة

صفحة 370 - الجزء 1

  وقال الإمام زيد بن علي @: التكبير يجب على الرجال والنساء من أهل الحضر، وأهل السفر، ومن صلى في جماعةٍ، ومن صلى وحده في دبر كل صلاة فريضةٍ، وفي دبر صلاة الجمعة، فهي فرض في الفرض، ونفل في النفل.

  فيكون عدد أيام هذا التكبير خمسة أيام، وعدد الصلوات المفروضة التي يقال بعدها ثلاثٌ وعشرون فريضة، ومن فاته شيء من التكبير قضاه في أيام التشريق.

  وينبغي في هذا اليوم الإكثار من الدعاء والإبتهال فإنه من أفضل الأيام، كما ورد عنه ÷ «ما شرقت شمس أو غربت على يوم من أيام الدنيا أفضل من يوم عرفة»، فلنرغب إلى الله وندعوه بما نشاء، وهناك أدعية خاصة بهذا اليوم، منها الدعاء المروي عن الإمام الحسين #، وكذلك الدعاء المروي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين في الصحيفة السجادية.

  أيها المؤمنون: إن حجاج بيت الله العتيق في هذا اليوم يقفون على صعيد عرفات، يسكبون العبرات، ويكررون الدعوات، ويستقيلون العثرات، ويتوبون من السيئات، ويعتذرون من الخطيئات، قلوبهم معلقة ببارئ البريات، وألسنهم لهجة بأنواع الذكر والدعاء بتنوع اللغات، وتعدد الحاجات، ينادون رباً واحداً، ويعبدون إلهاً واحداً، ويلبسون لباساً من نوع واحد، ويجمعهم مكان واحد، وهم في ذلك الإجتماع الكبير، يرعبون أعداء الله وأعداء الإسلام، ويجسدون وحدة الدين والإسلام، ويعبرون بذلك الإجتماع عن توحدهم واجتماعهم تجاه مبادئهم ودينهم، ولكن للأسف يجتمع المسلمون في تلك البقاع الطاهرة، وقلوبُهم متنافرة، وأيديهم متناحرة، وألسُنُهم متشاجرة، وعداواتهم واضحة ظاهرة، حتى طمع عدوهم فيهم، وسامهم الخسف والذل، فيا أمة الإسلام أفيقوا من رقدتكم، وانتبهوا من غفلتكم، واجمعوا على الحق والتقوى أمركم، وأغيظوا باجتماعكم عدوكم، وأرضوا ربكم، وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال والنيات والهدى، إنه سميع مجيب الدعاء.