روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

42 - إمامة علي # وخلافته من البعثة إلى حجة الوداع

صفحة 372 - الجزء 1

  أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟

  فقال ~ وآله: الأمر إلى الله، يضعه حيث يشاء.

  قال فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بأمرك! فأبوا عليه.

  الثاني: ما ذكره أهل السير أيضاً أن كندة قالت له: إن ظفرت تجعل لنا الملك من بعدك؟، فقال رسول الله ÷: إن الملك لله، يجعله حيث يشاء.

  فقالوا: لا حاجة لنا فيما جئتنا به!.

  الثالث: أن النبي ÷ كان يبايع الأنصار وهم أهل الإيواء والنصرة، على أن لا ينازعوا الأمر أهله، كما رواه المحدثون بطرق عديدة منها عن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله ÷ على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم.

  فالنبي ÷ يريد أن يقطع أطماع الناس عن الأمر بعده، وأنه مرتبط بالنبوة، فكما أن النبوة اختيار واجتباء، فكذلك خلافتها تكون باختيار واجتباء، فبما أن الأمر راجع إلى الإختيار الإلهي، فقد كان هناك مقدمات وارهاصات وإشارات وتلويحات بل تصريحات، على من يخلف رسول الله ÷، فمنها:

  الأول: حديث الإسراء: ما رواه الإمام الأعظم زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت أنت أعلم يا رب.

  قال: يا محمد إني انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي، وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا