روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة

صفحة 373 - الجزء 1

  سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين أنت شجرة وعلي أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا، قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالبٍ».

  قال علي #: «بشرني بها رسول الله ÷ وابناي الحسن والحسين منها وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال».

  وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى ووقفت بين يدي ربي ø قال الله: يا محمد إنك قد بلوت خلقي فمن وجدت أطوعهم لك؟ قلت: رب علي، قال: صدقت يا محمد هل اتخذت لأمتك خليفة يكون فيهم من بعدك ويعلمهم من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت رب اختر لي فإن خيرتك خيرتي، قال: اخترت لك علياً فاتخذه لنفسك خليفة ووصياً.

  إلى أن قال: وهو أمير المؤمنين لم أسم بها من كان قبله وليست لأحد بعده، يا محمد علي راية الهدى إمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني».

  الثاني: خبر الإنذار أو خبر الدار: فعن علي # قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله ÷ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء]، دعاني رسول الله ÷ فقال: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أني مهما أبدؤهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتُّ عليها حتى جاء جبريل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ماتؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لي صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واجعل لنا عساً من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب، حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به.