التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة
  إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمة هذا علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، ووعاء علمي، ووصيي، وبابي الذي أوتى منه، أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في المقام الأعلى، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين».
  ومنها: عن جابر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب: «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، ومخذول من خذله - ثم مد بها صوته وقال -: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الدار فليأت الباب».
  ومنها: عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله ÷ «ألا أدلكم على ما إن تساءلتم عليه لم تهلكوا، إن وليكم الله وإمامكم علي بن أبي طالب فناصحوه وصدقوه فإن جبريل أخبرني بذلك»، وغيرها أكثر من أن نأتي عليها.
  فهذا رد واضح على كل من أنكر وصية النبي لعلي، أو ادعا أنه لا يوجد ما ينص على علي بلفظ الخلافة ونحوها، وبهذا نعلم أن خبر الغدير ليس هو الدليل الوحيد الذي لولاه لما عرفت خلافة علي #، فهناك غيره وهو جزء مما نستدل به على إمامة علي وخلافته من الكتاب والسنة، وإنما خبر الغدير له ميزة الإشتهار والتواتر، وليكون خاتماً للأدلة الدالة على ذلك على رؤوس الناس أجمعين.
  جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، ﷽ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}[المائدة]، بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى كريم جواد بر رؤوف رحيم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.