45 - خطبة عيد الأضحى لعام 1437 هـ
  عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٣٦ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ٣٧}[الحج]، فهذا اليوم العظيم له سنن وآداب وأعمال، وقد شرعت فيه أحكام:
  فمن سننه وآدابه: لُبسُ الزينة، وإظهارُ نعم الله تعالى، والترفيه على النفس والأهل، والتوسعة في النفقة، وصلة الأرحام والأقارب والمؤمنين، وأن لا يأكل شيئاً من طلوع فجره حتى يعود بعد صلاة العيد، وأن يكثر من الدعاء والتضرع والإبتهال، وهو مع أيام التشريق الثلاثة الآتية بعده أيام أكل وشرب يحرم فيها الصيام.
  ومن سننه وآدابه: ومما شرعه الله تعالى فيه، وحث عليه ورغب، إراقة دماء الأضاحي، وهي سنة مشروعة، حث عليها النبي ÷، فعن ابن عباسٍ، قال: قام رسول الله فينا خطيباً يوم عرفة فحمد الله وأثنى عليه وذكر ما شاء الله ثم قال: «اشتروا الأضاحي واستعظموها واستسمنوها، ولا تماكسوا في أثمانها، فإنما تخرجونها لله، ولا يذبحن أضاحيكم إلا طاهرٌ، ولا يأكل منها إلا مؤمنٌ، واحْضُرُوهَا إذا ذُبِحَتْ، فإنه يغفر لكم عند أول قطرةٍ من دمها، فإنكم ترون دمها يسيل في الأرض وهو في حرزٍ حتى يوفى صاحبُها الأجرَ يوم القيامة، بكل قطرةٍ من دمها، وبكل بَضعةٍ من لحمها، وبكل شعرةٍ من شعرها، وبكل صوفةٍ من صوفها، حتى عظامِها وقرونِها، ترونها حسناتٍ يوم القيامة في كتبكم، وثقلاً في موازينكم».
  وعن النبي ÷ «ما عمل ابن آدم يومَ النحر عملاً أحبَّ إلى الله ø من هراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله ø بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً».
  وعنه ÷ «ما عَمِلَ ابنُ آدم في يوم أضحى أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحماً يوصل»، وعن النبي ÷ أن قال: «يا