الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  الباهلي: أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال لنا: إذا أدركتم شباب آل محمّد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم، فأما أنا فاني استودعكم الله، قال: ثم والله ما زال في أول القوم حتى قتل.
  أيها المؤمنون: كان استشهاد الإمام الحسين # وأصحابه في يوم عاشوراء العاشر من المحرم، في ذلك اليوم المشهور في فضله، فلم يرعوا فيه حرمة جده ÷، ولا حرمة الشهر الحرام، ولا حرمة اليوم الحرام، ولا حرمة الإسلام.
  ومقتل الإمام الحسين # في ذلك اليوم، لا ينافي ما ورد من الروايات الكثيرة على سنية واستحباب صيام يوم عاشوراء، بل إن الصيام يكون فيه المواساة أكثر وأعظم، وقد ورد الكثير من الأحاديث في فضل صيام عاشوراء، نذكر منها:
  ما روي عن ابن عباس، قال: ما صام رسول الله ÷، يوماً لتحري فضله على سائر الأيام إلاَّ يوم عاشوراء.
  وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلاَّ شهر رمضان ويوم عاشوراء».
  وعن أبي قتادة قال قال رسول الله ÷ «من صام يوم عاشوراء كان كفارة سنة».
  وعن جعفر عن أبيه قال: كان علي بن أبي طالب # يقول: صوموا يوم عاشوراء التاسع والعاشر احتياطاً فإنه كفارة السنة الَّتي قبله، فإن لم يعلم به أحدكم حتَّى يأكل فليتم صومه.
  وعن رسول الله ÷: صيام يوم عاشوراء يعادل صيام سنة، وهو صيام يوم الصبر.
  وفقنا الله وإياكم لرضاه، وأعاننا على تقواه، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.