الثامن: الخطب المتعلقة بالأعياد
  أخيك المسلم، فحينئذ يتحقق بين المؤمنين جميعاً تطبيقُ قولِ الله ø: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: ١٠]، فإذا لم يشعر المسلم بهذه الأمور الهامة فليفتش عن نفسه، ليكتشف الخلل الكامن في ذاته، لأن العيد يتمثل في التعاطف والتراحم والتوادّ والعطاء، والتآخي والبذل والسخاء.
  فاجعَلُوا أيامَ العيد أيَّامَ اتِّفاق لا اختلاف، أيامَ اجتماع لا افتراق، أيَّامَ سعادةٍ لا شَقاء، أيَّام محبةٍ وصَفاء، لا بُغضٍ وشحناء، تصافوا وتسامَحُوا، تسالموا وتَصافَحُوا، توادُّوا وتحابُّوا، تَعاوَنُوا على البرِّ والتَّقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان، صِلُوا أرحامكم، وارحَمُوا أيتامكم، وتخلَّقوا بأخلاق دينكم، فلنتفقد يتامانا وفقرآءنا وغرباءنا وضعفاءنا ومساكيننا في هذا اليوم العظيم المشهود.
  جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وغفر لنا ولكم سالف ذنوبنا فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، إنه على كل شيء قدير.
  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣}[الكوثر]، وأستغفر الله لي ولكم ولوالدينا ووالديكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
  اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً