روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم

صفحة 47 - الجزء 1

  حسم الموقف، إما أن ينزل الحسين على حكم ابن مرجانة أو يقتل، ولا يقبل منه أن ينزل على حكم يزيد لو طلب على الفرض والتقدير، فكان بداية المعركة أن أمرهم ابن سعد برمي الحسين ومن معه بالسهام، فأخذ ابن سعد سهماً ورمى به في عسكر الحسين، وقال: اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى، ثم رمى بقيةُ الجيش حتى لم يبق أحد من أصحاب الحسين إلا أصيب منها، فقد كانت كوابل المطر.

  ثم خرج يسار مولى زياد بن أبيه، وسالم مولى عبيد الله بن زياد، فبرز إليهما عبد الله بن عمير الكلبي فقتلهما، وقاتل حتى قتل رحمة الله عليه.

  ثم تتابع أصحاب الحسين واحداً تلو الآخر يحتسبون أنفسهم عند الله تعالى، مقدمين أنفسهم فداء للحسين وآل الحسين.

  ثم جاء دور أهل البيت فكان عليُّ بنُ الحسين الأكبر أولَهم قتلاً في سبيل الله، وتتابع آل عقيل وآل جعفر وإخوة الحسين وأولاد أخيه الحسن حتى قتلوا عن آخرهم.

  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر لنا ولكم سالف ذنوبنا فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، إنه على كل شيء قدير، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ٤٢ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ٤٣ وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ٤٤}⁣[إبراهيم]، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.