6 - في الصلاة التامة
  {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧}[لقمان]، إلى غير ذلك من الآيات المتكاترة التي أمرنا الله تعالى بها في القرآن أمراً صريحاً لا يحتمل التأويل، والقال والقيل.
  ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم «بين المؤمن والكافر ترك الصلاة»، وفي حديث آخر «حافظوا على الصلوات الخمس، فإن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة يدعوا بالعبد فأول ما يسأله عن الصلاة، فإن جاء بها تامة، وإلا زُخَّ في النار»، ومعنى زخ: - هو رُمِيَ به فيها.
  وعن النبي ÷ «الصلاة عمود الدين فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين».
  إلى غير ذلك من الآيات والأخبار الدالة على وجوب الصلاة، وهو معلوم من الدين ضرورة، وقد حث الله عباده على القيام والمواظبة عليها، فلا تكاد تخلو آية من القرآن يذكر فيها صفات المؤمنين والمتقين والصالحين إلا وكانت الصلاة ضمن تلك الصفات، بل أولها تقديماً.
  ولكن الناس في هذا الزمان تقاصرت هممهم عن الصلاة والقيام بها، فقلَّ من يحافظ ويواظب عليها، وكثر القاطعون والمقصرون فيها، ومن لم يقطعها قصر في تأديتها، ولم يأتِ بشروطها وفروضها ولم يقم بها تامة، كما أمر رسول الله ÷، وقد توعد الله من لم يأت بها تامة بأن مصيره النار، وهنا سؤال يطرح نفسه، واستفسار يطلب من يزيح لبسه، يتردد في نفس كل من قرأ الحديث السالف، ويشتاق إلى بيان جوابه كل عارف، ذلك السؤال هو:
  ما هي الصلاة التامة التي من أداها سلم من التهديد الوارد في الحديث؟
  هذا السؤال أجاب عنه النبي ÷ في أخبار بَيَّنَ فيها الصلاة التامة المقبولة، ونقل ذلك لنا الرواةُ الذين رأوا صلاة رسول الله ÷