روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة

صفحة 53 - الجزء 2

  ونقلوها إلينا، لأن النبي ÷ قال «صلوا كما رأيتموني أصلي» ونحن لم نرَ النبي ÷ يصلي رأي عين، وإنما نقل الرواة إلينا صفة صلاته، فما روي لنا من صفة صلاته بطريق صحيح فعلينا الأخذ به، فيا ترى ماهي الصلاة التامة؟.

  روي عن النبي ÷ أنه دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي ÷ فرد وقال «ارجع فصل فإنك لم تصل»، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي ÷ فقال «ارجع فصل فإنك لم تصل» ثلاثاً، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال النبي ÷ «إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها»، وفي رواية: «فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وما نقص من ذلك فإنما ينقص من صلاتك»، فالصلاة التامة في هذا الحديث هي ما جمعت الشروط التالية:

  الأول: إسباغ الوضوء، لأن النبي ÷ قال للرجل «إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء»، ويقول النبي ÷ «الوضوء شطر الإيمان»، وفي حديث آخر «مفتاح الصلاة الطهور»، وفي حديث آخر «لا صلاة لمن لا وضوء له»، وأعضاء الوضوء التي يجب غسلها هي ما تضمنته الآية الكريمة وهي قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}⁣[المائدة: ٦].