روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة

صفحة 54 - الجزء 2

  ولا بد أن يراعي المتوضئُ استيعاب غسل كل عضوء، لأن النبي ÷ لما رأى رجلاً يصلي ورأى عَقِبَ رِجْلِه جافاً - بمعنى لم يصبه الماء ولم يغسله - قال له «إن كنت قد غسلت رجلك فامض في صلاتك، وإن لا فارجع وتوضأ».

  ومعنى إسباغ الوضوء: هو غسل كل عضوء من أعضاء الوضوء غسلاً كاملاً، بدون أن تخل بشيء من أجزاء العضو، وأعضاء الوضوء، هي: -

  الأول: غسل الفرجين، غسلاً يزول معه ما فيهما من الأقذار والنجاسات.

  الثاني: المضمضة والإستنشاق: وهي تنظيف ما بداخل الفم والأنف من الأوساخ، بإدخال الماء فيهما مع الدلك بالأصابع داخل الأنف والفم، ولا يكفي أن تدخل الماء إلى أنفك وفمك وتمج الماء بفمك فقط، بل لا بد من الدلك.

  الثالث: غسل الوجه، وهو من أعلى الجبهة إلى أسفل الذقن، تغسله بالماء الذي في يديك غسلاً كاملاً، مع الدلك للعينين وخارج الأنف وتخليل اللحية حتى يصل الماء إلى البشرة، مع دلك العَنْفَقَة التي بين اللحية والفم.

  الرابع: غسل اليدين إلى المرفقين، مبتدئاً باليمنى ثم اليسرى، مع تخليل الأصابع بالماء، وتنظيف الأظفار التي قد طالت، مع دلك العرقوبين الذين في اليدين، ودلك المرفقين، لأن النبي ÷ يقول «خللوا أصابعكم بالماء قبل أن تخلل بالنار يوم القيامة» وهو يعم تخليل أصابع اليدين والرجلين، ويقول ÷ «ويل للعراقيب من النار» وهو عام لعراقيب اليدين والرجلين فانتبه.

  الخامس: مسح الرأس مقبلاً ومدبراً باليدين المبللتين بالماء، مع محاولة استيعاب جميع الرأس، مع مسح الأذنين ببقية ماء الرأس مسحاً جيداً، بأن تضع السبابتين كل واحدة داخل أذن، ثم تدلكها، وفي عطفات غظروف الأذن وخارجاً خلف الأذن إلى جهة الرأس.