6 - في الصلاة التامة
  ولا بد من التأني حال القرآة وترك العجلة والسرعة حتى يتيقن إخراج كل حرف من مخرجه.
  واعلم أيها المصلي أنّ في سورة الفاتحة أربع عشرة تشديدة نص بعض الأئمة بأن الصلاة تبطل إذا لم تشدد تلك الحروف، وهي في الكلمات التالية (لله - ربِّ - الرَّحمن - الرَّحيم - الدِّين - إيَّاك - الصِّراط - الَّذين - الضَّالِّين) فهذه الحروف المشددة لا بد من تشديدها وإلا فسدت الصلاة.
  وعليك أن تحذر إشباع الحركة بالمد حتى لا تتحول حرفاً، مثل الكسرة تصير ياء، والفتحة ألفاً والضمة واواً، فتولد حرفاً من الحركة وذلك غير صحيح، وذلك في مثل (مالكِ يوم الدين - إياك نعبد)، فلا تشبع الكسرة في مالك والفتحة في إياك.
  وعلى المصلي الإنتباه لهمزة القطع في (صراط الذين أنعمت) فلا يَمُد النون في الذين بل يفتحها فقط ثم يقطع الهمزة في أنعمت.
  وعلى المصلي التأمل لمعاني كلمات وآيات القرآن التي يقرأها، والتدبر فيها.
  وعلى المصلي حال القيام والقرآءة أن يكون ساكناً رامياً ببصره موضع سجوده، ولا ينظر من عن يمينه ولا شماله، ولا يرفع بصره إلى السماء، لأنه ورد في ذلك نهي كبير كما ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء لئن لم ينتهوا ليختطفن الله أبصارهم»، وروي أن رسول الله ÷ كان يرفع بصره إلى السماء إذا صلى، فنزل قوله تعالى {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}[المؤمنون].
  الثالث: - الركوع التام، ويكون بإنحناء الظهر حتى يستوي استواء تاماً، بحيث لو وضع على ظهره قدرُ ماءٍ لما انصَبّ، كما روي عن النبي ÷ أنه كان إذا ركع سوَّى ظهره حتى لو صب عليه ماء لاستنقع.
  وبوضع راحتي اليدين على الركبتين، وليس وضع الأصابع فقط، مع تفريق الأصابع، كما روي أن رسول الله ÷ ركع فوضع كفيه مفرقاً لأصابعهما