روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة

صفحة 59 - الجزء 2

  وأن يمد ظهره قليلاً حتى ينفصل الفخذان عن البطن، ولا يلزق فخذيه في بطنه، لقول النبي ÷ «لا حَظَّ للبطن في الفخذين»، والكثير من المصلين نراه يتجاهل هذه المسألة.

  وأن يرفع مرفقيه عن الأرض، فلا يفترشهما، بل يضع يديه ويرفع مرفقيه، ويعتمد على ركبتيه وكفيه، لأن النبي ÷ نهى أن يفترش الرجل ذراعيه في الصلاة افتراش الكلب، لأن الكلب حال قعوده يمد ويفترش ذراعيه، وقال بعض العلماء بفساد صلاة من فعل ذلك.

  وأن يضم قدميه حال السجود لكي لا تبدو عورته حال سجوده.

  فهذه صفة السجود الصحيح الذي هو سجود الصلاة التامة، وغيره سجود ناقص وبعضه قد يبطل الصلاة.

  السادس: - الإعتدال بين السجدتين، وصفة الإعتدال التام: أن يقيم ظهره وصلبه حتى يرجع كل مفصل إلى موضعه، وأن يطمئن أقل شيء قدر سبحان الله للمستعجل.

  وأن يفترش رجله اليسرى ويضع وركه الأيسر عليها، وينصب أصابع رجله اليمنى أو أكثرها، وإلا بطلت صلاته، كما روي عن النبي ÷ أنه كان يجلس في الصلاة على رجله اليسرى، وينصب اليمنى، ويكره أن يجلس على شقه الأيسر.

  وبعض المصلين ينصب الأصابع في اليمنى واليسرى وهذا يبطل الصلاة، إلا لعذر، وبعض آخر يفترش اليمنى وينصب اليسرى وهذا مبطل للصلاة أيضاً، وبعض آخر يعزل رجليه إلى اليمين ويجلس على شقه الأيسر وهذا لا يجزي إلا لعذر فيجوز.

  وأن يبسط كفيه على فخذيه حال القعود بين السجدتين، وأن ينظر في موضع سجوده، ولا يرفع رأسه شاخصاً إلى السماء، أو يطأطأ رأسه حتى يضعه بين صدره.

  فهذه هي الصلاة التامة، التي يكون المصلي قد أتى فيها بما أوجب الله عليه، والتزم بما أمره به، جعلنا الله وإياكم من المصلين، وتقبل منا كل صلاة، إنه رحيم غفور.