7 - حول صلاة الجمعة
  وقد عَظُمَ الخطبُ حتى أصبحنا لا نقيمُ لها في هذا الزمان وزناً، ولا نلقي لها بالاً، بل نتكاسل ونتهاون بها، كما قد تعودنا وألفنا التهاون بنظائرها من الطاعات، ولكن هذه العبادة ليست كغيرها، فقد أوجبَ اللهُ تعالى السعيَ إليها في كتابه الكريم إيجاباً قطعياً، وأمراً حتمياً فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٩}[الجمعة]، فقد حرم الله البيع والشراء ونهى عنه، عند سماع النداء، وأمر بالمبادرة والمسارعة إلى إجابة داعي الله تعالى.
  أيها المؤمنون: إن الله تعالى جعل لهذه الأمة ما لم يجعله لغيرها من الأمم، فاختار لها يوم الجمعة عيداً أسبوعياً، تجتمع فيه في شتى بقاع الأرض، لتناقش أوضاعها، وتتآلف قلوبها، وتصغي إلى المواعظ والعبر، لأن الإسلام دين يدعو إلى الاجتماع والتوحد والألفة، لما في ذلك من القوة والمهابة، وقد شرع الله لتحقيق ذلك عدة اجتماعات، صغرى، ومتوسطة، وكبرى:
  فالإجتماعات الصغرى: إجتماع أهلِ كلِّ حَيٍّ أو قرية في الصلوات الخمس كل يوم وليلة.
  والإجتماعات الوسطى: اجتماعات أهل كل بلد: في الجمعة والعيدين.
  والكبرى: اجتماعات أهل الأقطار: في الحج بعرفة ومكة.
  أيها المؤمنون: يوم الجمعة يوم عظيم عند الله، فهو اليوم الذي تفزع الدواب منه إلا شياطين الإنس والجن، وهو اليوم الذي فيه تقوم الساعة، كما روي «ما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة».
  قال الإمام الهادي للحق يحيى بن الحسين #:
  ومن تعظيم الله لذلك اليوم أن جعله للمسلمين عيداً، وفيه ما بلغنا عن رسول الله ÷ عن جبريل أنه قال: «إن يوم الجمعة يوم القيامة، وفيه تقوم الساعة».
  ثم قال #: ما زلت مذ رويت هذا الحديث يدخلني في كل يوم جمعة وجل وخوف، وما ذلك من سوء ظني بربي، ولا قلة معرفة مني برحمة خالقي، ولكن مخافة من