روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم

صفحة 52 - الجزء 1

  المتقين، وأُرضِعت من ثدي الإيمان، وفُطِمت بالإسلام وطبت حياً فطبت ميتاً، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام اللّه ورضوانه، فاشهد أنك مضيت على ما مضى عليه يحيى بن زكريا.

  قال عطية: ثم جال ببصره حول القبر. فقال: السلام عليكِ أيتها الأرواح الطيبة التي حلت بفناء الحسين # وأناخت برحله، أشهد أنكم أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وعبدتم اللّه حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً ÷ بالحق، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.

  قال عطية: فقلت لجابر بن عبد الله: وكيف؟ ولم نهبط وادياً، ولم نعل جبلاً، ولم نضرب بسيف والقوم فرقت بين رؤوسهم وأبدانهم، فأيتمت الأولاد، وأرملت الأزواج؟!

  فقال لي: يا عطية، سمعت حبيبي رسول اللّه ÷، يقول: «من أحب قوماً حُشِر معهم، ومن أحب عمل قوم أُشرِك في عملهم» احدرني نحو أبيات كوفان، قال: فلما صرنا في بعض الطريق، قال لي يا عطية: هل أوصيك، وما أظنني بعد هذه السفرة أُلاقيك: أحبب محب آل محمد ÷ ما أحبهم وأبغض مبغض آل محمد ÷ ما أبغضهم، وإن كان صواماً قواماً.

  وفقني الله وإياكم لطاعته، وجنبنا معصيته، ورزقنا حب محمد وآل محمد واتباعهم، إنه على كل شيء قدير