الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  وعن مولى لبني سلامة قال: (كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث بالليل، فقلنا: ما أحد ممن أعان على قتل الحسين خرج من الدنيا حتى أصابته بلية، قال: وكان معنا رجل من طيء، فقال الطائي: أنا ممن أعان على قتل الحسين، فما أصابني إلاّ خير، قال: وغشي السراج، فقام الطائي يصلحه، فعلقت النار في سبابته فمرَّ يعدو نحو الفرات فرمى بنفسه في الماء، فاتبعناه فجعل إذا انغمس في الماء رفرفت النار على الماء، فإذا ظهر أخذته حتى قتلته).
  وقد انتقم الله تعالى من قتلة الإمام الحسين شر انتقام ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
  فسلام الله وبركاته وتحياته ومرضاته على الإمام الحسين، وعلى آل الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعلى الشهداء الذين استشهدوا معه، ولعنة الله وغضبه على من قتل أو أمر أو رض أو فرح أو شارك أو خذل عن الإمام الحسين #.
  أيها المؤمنون: إذا أردنا أن نلحق بركب الإمام الحسين # وأن نكون شركاء له في جهاده وأن نحشر معه فعلينا بالمحبة الصادقة، التي تعني الإتباع والإقتداء والتأسي، كما روي عن عطية العوفي، قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائرين قبر الحسين #، فلما وردنا كربلاء، دنا جابر من شاطيء الفرات فاغتسل، ثم اتزر بإزار، ثم ارتدى بآخر، ثم فتح صرة فيها سعد فنثره على بدنه، ثم لم يخطو خطوة إلا ذكر اللّه تعالى حتى دنا من القبر، قال: يا عطية، ألمسنيه، فألمسته، فخرّ على القبر مغشياً عليه، فرششت عليه شيئاً من الماء، فلما أفاق قال: يا حسين، يا حسين، يا حسين - ثلاثاً -، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه، ثم قال: وأنَّى لك الجواب، وقد شُخبت أوداجك على أشباحك، وفرق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنك ابن خير النبيين، وابن سيد الوصيين، وابن حَلِيْفِ التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، وما بالك ألا تكون هكذا، وقد غذّتك كف محمد سيد المرسلين، ورُبِيت في حجور