روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة

صفحة 74 - الجزء 2

  كيف تريد أن تصلح أموراً أنت تهدمها بيدك، وتثلمها بمعولك، وتخربها بتهاونك، تريد أن تصلح أمر الناس وأنت أول الفاسدين، تزعم أنك تحاول الإصلاح وأنت أول المخربين.

  أيها المؤمنون: إن القلب يذوب أسى وحزناً عندما نرى المساجد لا يتردد عليها إلا القليل مع أن المناطق والأحياء قد امتلأت بالسكان، فأين الشباب الذين نراهم على الأرصفة والشوارع، وفي الأندية والملاعب، وفي مجالس القات والأسواق، لماذا لا نراهم في المساجد.

  كيف يكون الحضور لو دعاهم تاجر أو مسؤول.

  أين الشباب الذين ينتظر منهم دينهم أن ينصروه، ونبيهم أن يذبوا ويدافعوا عنه، أترون من لم يمتثل أمر نبيه، ويجيب داعي ربه، هل سينصر الدين، هل سيذب عن حوزة الإسلام والمسلمين.

  أصبح الناس يتساهلون بأهم الأمور وأعظمها، لأن الدين أصبح عندهم مهملاً متروكاً.

  يعدون ما ليس من الدين ديناً، ويحسبون ما هو الدين الحق ضياعاً وضلالاً، وكأن الله تعالى وكل إلى أولئك المغرورين - الذين لا يوثق بهم في خبر بسيط - أن يبينوا ما هو الدين.

  إن مما يزيد في لوعة المسلم وحسرته أن يرى التجمع في أماكن اللهو واللعب أكثر بكثير من التجمع في بيوت الله، يسمعون منادي الله ينادي هلموا إلى بيوت الله جماعات وأفرادى وهم يتصاممون، وكأنهم لا يسمعون، بل ويستهزؤون ويسخرون، كما قال تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ٥٨}⁣[المائدة].

  جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، بسم اله الرحمن الرحيم {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ١١٤}⁣[هود]، أستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.