روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

8 - حول صلاة الجماعة وفضلها

صفحة 76 - الجزء 2

  عن علي # عن رسول الله ÷ أنه قال «من سمع النداء وهو في المسجد فخرج منه فهو منافق، إلا رجلاً يريد الرجوع إليه».

  وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر، قالوا: وما العذر؟ قال: خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى».

  وعن معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله ÷: «الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي بالصلاة ويدعو إلى الفلاح فلا يجيبه».

  الثاني: من الأمور التي يقع فيها التهاون أمر الصلاة في الجماعة.

  إن الجماعة من السنن المؤكدة التي واظب عليها النبي ÷ طيلة حياته، ولم يؤثر أنه صلى فرادى في أي صلاة من صلواته حتى وهو في مرضه، بل وحتى في مرض موته لم يزل مواظباً على الجماعة، خرج وهو يتهادى بين رجلين، بل كان يحذر أصحابه من التهاون بالجماعة، وكان أصحاب رسول الله ÷ يواظبون عليها، وكان حضور الرجل إلى الجماعة والصلاة في المسجد دليل على أنه بصحة جيدة، فإذا ترك الحضور علموا أنه إما مسافر فيحفظوه في أهله، وإما مريض فيعودوه إلى بيته.

  بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة الجماعة من الواجبات، وذهبوا إلى أنها فرض عين.

  إن هناك تساهلاً عظيماً في الصلاة مع الجماعة فمن الناس من لا يُرى في المسجد أبداً، ثم يتعذر بأنه يصلي ولكن يصلي في بيته، وفي الحقيقة هو كاذب لا يصلي، ومنهم من لا يُرى إلا في الجمعة، أو في بعض الأحيان، ومنهم من يسهر إلى نصف الليل فإذا أقبل الفجر نام قرير العين غافلاً عن الصلاة، ومنهم من يأتي إلى الجماعة في بعض الصلوات ويتخلف عن بعضها، وخاصة عن صلاة العصر والفجر، ومنهم من يأتي إلى الصلاة مع الجماعة ولكنه دائماً يأتي متأخراً قد فاتته تكبيرة الإحرام أو فاتته الركعة والركعتان، ونرى الصلاة تقام في بعض الصلوات ولا يوجد في المسجد إلا أنفار يحسبون بأصابع اليد، ثم يأتي الناس بعد ذلك، بل وصل الحال ببعض المعرضين والغافلين أن