روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة

صفحة 80 - الجزء 2

  وعن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه قال: شهدت مع النبي ÷ حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في آخر القوم لم يصليا معه فقال: «علي بهما فجيء بهما ترتعد فرائصهما فقال: ما منعكما أن تصليا معنا؟ فقالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا، فقال: فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة».

  أيها المؤمنون: إذا عرفنا بما تقدم من الأدلة والروايات عِظَم شأن الصلاة ومكانتها من الدين، فيجب علينا أنْ تَهتم بها، وأنْ نُشدد على أهلنا وأولادنا وكل من لنا عليه ولاية في إقامة الصلاة وحضور الجماعة، وأن لا ندع عُذرًا في تركها، ومن لم يسمع من أولادنا ولم يطع، فعلينا أن نهَدِّده ونعاقبه، وأن نغضب عليه أشدَّ الغضب، أعظم مما نغضب عليه لو أتلف علينا مالاً، فإن لم نفعل ذلك كنا والعياذ بالله من المستهينين بحقوق الله وبدينه.

  لابد أن نعيد النظر في صلاتنا وأن نؤديها في جماعة حتى نحصل على الأجر العظيم، والثواب الكبير، وحتى يخرج المتهاون من دائرة النفاق والمنافقين، وإلا فلا يلومنّ أحدٌ إلا نفسه، فاختر لنفسك ما تريد أن تدعى به من الألقاب والأسماء، فأنت بتهاونك إنما تضر نفسك لا غيرك، وتجني عليها لا على سواها.