روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثاني عشر: الخطب المتعلقة بأمراض القلوب

صفحة 102 - الجزء 2

  مقاطعتها، وإن كانت في إذاعة أو فضائية وجب عليه عدم مشاهدتها ولا الاستماع إليها، وإن كانت في مجلس أعرض عن ذلك المجلس وفارق أهله، وهذه هي حقيقة الإعراض عن المعرضين عن دين الله تعالى، المأمور به في كتابه العزيز؛ لئلا يتلوث الحاضر أو السامع أو القارئ بشيء من قذر المنافقين ورجسهم فيلوث قلبه.

  وإذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبه الوقيعة في أولياء الله، لأن أولياء الله لا يقبلون السخرية والإستهزاء والإعراض عن الله تعالى وعن ذكره، فيضطر المعرضون إلى التعريض والإتهام لأولياء الله تعالى، وهذا ديدنُ وطريقةُ أعداء الحق والدين، فإن من عادى شيئاً أو أعرض عنه عادى حملتَه والدعاةَ إليه، فإن المشركين والكفار لما أعرضوا عن الدين والهدى عادَوا الأنبياء ووقعوا فيهم وآذوهم.

  فلنحذر كل الحذر من هذا الداء العضال، الذي قد استفحل في القلوب، وعلينا أن نجلوا صدأ الإعراض بالرغبة في الدين والذكر، وأن نعود أنفسنا كيف نتقرب إلى الله تعالى.

  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وجعلنا من أهل القلوب الواعية، التي تعرف المعروف فتتبعه، وتنكر المنكر فتجتنبه.