روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

12 - خطبة حول العلم وفضله

صفحة 119 - الجزء 2

  وروي أن مما أوحى الله إلى عيسى # في الإنجيل: ويل لمن سمع بالعلم ولم يطلبه، كيف يحشر مع الجهال إلى النار؟! اطلبوا العلم وتعلموه فإن العلم إن لم يُسْعِدْكُم لم يُشْقِكُم، وإن لم يَرفَعْكُم لم يَضَعْكُم، وإن لم يُغْنِكُم لم يُفْقِرْكُم، وإن لم يَنْفَعْكُم لم يَضُرَّكُم، ولا تقولوا نخافُ أنْ نعلَمَ فَلَا نَعْمَلُ، ولكن قولوا نرجو أن نعلَمَ ونعمَلَ، والعلمُ يشفعُ لصاحبه، وحقٌّ على الله أن لا يُخْزِيَه، إنَّ الله تعالى يقول يوم القيامة: يا معشرَ العلماءِ ما ظُنُّكم بربكم؟، فيقولون: ظننا أن يرحَمَنا ويغفرَ لنا، فيقول تعالى: فإني قد فعلت، إني قد استودعتُكُم حِكْمَتِي لا لشرٍّ أردْتُهُ بكم بل لخيرٍ أردته بكم، فادخلوا في صالح عبادي إلى جَنَّتِي برحمتي).

  وعن أمير المؤمنين علي # أنه قال: (العلم أفضل من المال بسبعة:

  الأول: أنه ميراث الأنبياء والمال ميراث الفراعنة.

  الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة والمال ينقص بها.

  الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ والعلم يحفظ صاحبه.

  الرابع: العلم يدخل في الكفن ويبقى المال.

  الخامس: المال يحصل للمؤمن والكافر والعلم لا يحصل إلا للمؤمن.

  السادس: جميع الناس يحتاجون إلى العالم في أمر دينهم ولا يحتاجون إلى صاحب المال.

  السابع: العلم يقوي الرجل على المرور على الصراط والمال يمنعه).

  وعن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه الباقر، عن جده زين العابدين، عن أبيه الحسين السبط $، قال: قال لي علي #: قِوَامُ الدنيا بأربعة: بعالمٍ ناطقٍ بعلمِهِ عامِلٍ به، وبغنيٍ لا يبخلُ بفضلِ ماله على أهلِ دِيْن اللّه، وبفقيرٍ لا يبيعُ آخرتَه بدنياه، وبمتعلمٍ لا يستكبرُ عن طلبِ العِلْم.

  فإذا بخلَ العالمُ بعلمه، وبخلَ الغنيُّ بفضلِ مالِهِ على أهلِ دينِ اللّهِ، وباعَ الفقيرُ آخرتَه بدنياه، واستكبرَ الجاهلُ عن طلب العِلْم، رجعت الدنيا إلى بدئِهَا، فلا تغرَّنَّكُم كثرةُ