روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

13 - حول فضل أهل البيت $ ووجوب اتباعهم

صفحة 126 - الجزء 2

  وعن النبي ÷: «من كان في قلبه مثقالُ حبة من خردلٍ عداوةً لي ولأهل بيتي فليس من الله ولا من رسوله في شيء».

  وعن النبي ÷: «حُرِّمَتْ الجنةُ على من ظَلَمَ أهل بيتي وقاتلَهم والمعينِ عليهم، ومن سَبَّهم، أولئك لا خلاقَ لهم في الآخرة، ولا يُكلِّمُهم اللهُ يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم».

  وعن النبي ÷ «لو أن رجلاً صَفَن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغضٌ لأهل بيت محمد ÷ دَخَلَ النار».

  وعن رسول الله ÷: «إذا كان يومُ القيامةِ نادى منادٍ أَلَا لا يَجُوزَنَّ أَحَدٌ إلا بجواز، فيقال: وما ذلك الجواز؟، فيقول: حُبُّ أهلِ البيت المستضعفين في الأرض، المغلوبين على حقّهم، فمن لَقِيَنِي بحبهم أسكنته جنَّتي، ومن لقيني ببغضهم أنزلته مع أهل النفاق».

  فلنحذر كل الحذر من المساس بأعراضهم، أو محاولة صد الناس عنهم، أومنعهم منهم، أو محاولة إبعاد الناس عنهم بالتقول عليهم والإفتراء، وقد تعددت وتنوعت الأساليب في ذلك، فلنتق الله في علماء أهل البيت الذين أوجب الله علينا اتباعهم، ولنحذر ممن يدعو إلى ذلك ويحث عليه.

  ونذكر هنا كلاماً عظيماً للإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني # في رسالة أرسل بها إلى الشيعة في طبرستان، قال فيها: (يَا شيعتَنَا الأخيار، وخَلَفَ الأبرار، فإنكم تريدون محَلَّة، دونها مَهلَكَةٌ مُضِلَّة، لا تُجازُ بغير دليل، ولا تُعْبَرُ من الزاد بقليل، من سلكها بنفسه ضَلَّ، ومن ترك الزاد لها خُذِل، آلُ نبيكم أدلاؤُكُم عليها، وأعمالُكم الصالحةُ زادكم إليها، فلا تُفرِّطُوا - رحمكم الله تعالى - في الزادِ والدليلِ قبل سُلُوكِهَا، فكم سَلَكَهَا قبلكُم من المفَرِّطِينَ فَهَلَك، وكم رَامَ الرجعة منها فمُنع ذلك).