الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق
  ثم قال #: (أصلُ التأويلِ أولُ الخَبَال - أي الفساد -، والإختلافُ في الأئمةِ أولُ الضلال، والإعتمادُ على غيرِ الذرية أولُ الوبال، أصلُ العلم مع السؤال، وأصلُ الجهل مع الجدال، العالمُ في غير علِمنا، كالجاهل لحقنا، الراغبُ في عدونا، كالزاهد فينا، المحسنُ إلى عدونا كالمسيء بنا، الشاكرُ لعدونا كالذامِّ لنا، المتعرضُ لنحلتنا كالغازي علينا، معارضُنا في التأويل كمعارضِ جدنا في التنزيل، الراعي لما لم يُسْتَرْعَ كالمضيعِ لما استُرْعِي، القائمُ بما لم يُستأمن عليه كالمتعدي فيما استُحْفِظ، الخاذلُ لنا كالمعين علينا، المتخلفُ عن داعينا كالمجيب لعدونا، معارضُنا في الحكم كالحاكم بغير الحق علينا، المفرقُ بين الأئمة الهادين كالمفرق بين النبيئين، هنا أصل الفتنة يا جماعة الشيعة).
  وصدق الإمام القاسم العياني ~ فإنَّ أصلَ الفتنة، وأعظمَ أسبابِ الفرقة، هو التفريقُ بين العترة $، كما يفعل البعض من أهل زماننا ممن يدعي اتباع علماءِ أهلِ البيت فتراه يفرق بينهم، ولا يوالي منهم إلا من تعلقت له بموالاته مصلحة، أو اتباعُ هوى، ولو لم يبلغ مبلغَ غيره علماً وفضلاً ومكانة، بينما تراه يُعرضُ ويَصُدُّ عن غير من يُحِبُّ، بلسانه وتعريضاته، وإذا ذُكروا عنده أعرض وبرطم، ولوى عنقه تجهم، وقال فيهم قول المبغض المتهجم، والبعض ممن يتستر بلباس الموالاة والمحبة، وهو في البغض والعداوة في أرفع رتبة، يتبع من تقدم دون من تأخر، فهو تائه في بحر الضلال، سالك في مسالك الجهال، فهو بمنزلة من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، فلم يغن عنهم إيمانهم بالبعض شيئاً ولم يخرجهم من زمرة الضالين، كذلك يكون من أعرض عن أكابر علماء أهل البيت وأنكرهم مقامهم.
  ثم قال الإمام #: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينتظمان بغير زمام، ولا يُؤدَّى فرضُهما بغير إمام، الإقرارُ بالنبوءة لا يصلح إلاَّ مع الإقرار بالذريَّة، الإقرار