الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
  لأهلوا واستهلوا فرحا ... ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
  قد قتلنا القرم من ساداتهم ... وعدلناه ببدر فاعتدل
  لعبت هاشم بالملك فلا ... خبر جاء ولا وحي نزل
  لست من خندف إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل
  ودار في مجلس يزيد ما دار من الخطب والكلام، وحصلت قضايا كثيرة فَهِمَ الكثير من الناس من خلالها مظلمومية الحسين وأهل البيت، فخشي يزيد من التوتر والإضطراب الموجب لضعضعت الوضع في الشام، فاتخذ التدابير اللازمة للسلامة من الخطر المتوقع.
  فأمر بإرجاع الأسرى إلى المدينة المنورة، وخلال الطريق ألحوا على الحراس أن يتجهوا بهم إلى المدينة عن طريق العراق للعودة إلى كربلاء وزيارة الشهداء، فلم يجد الحراس بُدَّاً من الإستجابة.
  فلما وصلوا إلى كربلاء تجدد العزاء، واجتمع أهل السواد والنواحي لزيارة الحسين والشهداء معه، فحصل ما حصل من سكب العبرات، وتجدد الزفرات، إلى غير ذلك.
  ثم من كربلاء إلى المدينة المنورة التي بها قبر الحبيب المصطفى ÷، فوصلوا إلى المدينة ناعين ونادبين للحسين إلى جده المصطفى، وشاكين عليه ما حصل لهم من الظلم والإضطهاد، والتعذيب والإهانة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر لنا ولكم سالف ذنوبنا فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، إنه على كل شيء قدير، ﷽ {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ٤٢ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ٤٣ وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ٤٤}[إبراهيم]، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.