روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

14 - فضل الأعمال اليسيرة المتهاون بها

صفحة 130 - الجزء 2

  وسنذكر إخوة الإيمان، بعضاً من تلك الأعمال التي نتساهل عنها، ونورد شيئاً من الثواب الذي وعد الله عليها، تنبيهاً للغافلين، وتأكيداً على المواظبين، وطمعاً في تعليم الجاهلين:

  فمن ذلك: متابعة المؤذن في أذانه:

  فإن الكثير من الناس إذا سمع النداء ولو كان في المسجد ينتظر الصلاة، وكان في أثناء حديث مع غيره فإنه لا يقطع حديثه ويتابعُ المؤذن، بل يستمر فيما بينهم من الحديث والكلام، ويُعرضُ عن متابعة المؤذن، فيفوته الفضل والأجر، وإليك أخي المسلم ما أعد الله من الثواب على متابعة المؤذن:

  عن أمير المؤمنين علي #، قال: (ثلاث لا يدعهن إلاَّ عاجز: رجل سمع مؤذناً لا يقول كما يقول، ورجل لقي جنازة لا يسلم على أهلها، ويأخذ بجوانب السرير، فإنه إذا فعل ذلك كان له أجران، ورجل أدرك الإمام ساجداً لم يكبر ثم يسجد معه، ولا يعتد بها).

  وقال ÷: «إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ مرةً صلى الله عليه بها عشراً».

  وروي أن رجلاً قال يا رسول الله: إن المؤذنين يفضُلُوننا، فقال ÷ «قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تُعْطَه».

  وقال ÷: «من قال حين يسمعُ النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعةُ يومَ القيامة».

  وعن ابن مسعود عن النبي ÷ أنه كان يقول «من الجفاء أربعة: أن يسمع المؤذن يقول الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فلا يقول مثل ما يقول.