روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 131 - الجزء 2

  وروي عن النبي ÷ «من سمِعَ المُؤذِّنَ وقال مِثلَ قوله كان له كأجرِه، وإذا قال المُؤذِّن: أشهدُ أن محمداً رسولُ الله، فقال مَن سمِعَه: وأنا أشهدُ، رضِيتُ بالله ربًّا، وبمُحمَّدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا؛ غُفِرَ له ذنبُه».

  ومن ذلك: الصلاة على الجنازة وتشييعها ودفنها

  فإن البعض من الناس يتساهل بفضل وأجر الصلاة على جنازة المؤمن، لأنه قد تقرر في الأذهان أنها فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين، فيكون هذا سبباً في أن يفوت الإنسان كثيراً من الأجر والثواب، فإن من شهدَ جنازة مؤمن حاز على عدة أعمال من الطاعات، فمنها الصلاة على الجنازة، ومنها التشييع لها، ومنها حمل الجنازة، ومنها الدفن والحثي بالتراب عليها، ومنها الإنتظار والبقاء حتى إكمال الدفن، وفي كل واحدة من هذه الطاعات والأعمال الصالحات أجر كبير، وثواب كبير، وإليك أخي المسلم شيئاً من الأخبار الواردة في فضل تلك الأعمال:

  فعن أمير المؤمنين علي #، قال: قال رسول اللَّه ÷: «من غسل أخاً له مسلماً، فنظَّفه فلم يقذره، ولم ينظر إلى عورته، ولم يذكر منه سوءاً، ثم شيعه وصلى عليه، ثم جلس حتى يدلى في قبره خرج من ذنوبه عطلاً».

  وعن علي # أنه كان إذا حثى على ميت قال: (اللهم إيماناً بك، وتصديقاً برسلك، وإيماناً ببعثك، هذا ما وعد اللَّه ورسوله، وصدق اللَّه ورسوله) ثم قال: (من فعل ذلك كان له بكل ذرة من تراب حسنة).

  وروى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # قال: بلغنا عن رسول اللَّه ÷ أنه قال: «من حثى على قبر أخيه ثلاث حثيات من تراب كُفِّر عنه من ذنوبه ذنوبُ عام».

  ومما يتركه الناس استعجالاً هو المسارعة إلى الإنصراف قبل إتمام الدفن، أو لا يتبعون الجنازة، فيفوت المسلم أجراً عظيماً لأجل عجلة بسيطة، فعن رسول الله ÷: