روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

14 - فضل الأعمال اليسيرة المتهاون بها

صفحة 134 - الجزء 2

  التهاون بها، عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: (إن الوتر ليس بحتم كالصلاة المكتوبة، ولكن سنةٌ، فلا تدعوها)، وفي رواية عن علي #: (ولكن رسول الله ÷ قال: «إن الله وَتْرٌ يحبُّ الوَتْرَ، فأوتروا يا أهل القرآن»، وروي عن النبي ÷ أنه قال «إن الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم» قالوا: وما هي يا رسول الله؟ فقال ÷ «الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر».

  وصلاة الوتر هي ثلاث ركعات متتالية، كما روي عن أمير المؤمنين علي # قال: (كان رسول الله ÷ يوتر بثلاث ركعات لا يسلم إلا في آخرهن، يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوِّذتين).

  ووقتها ممتد من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، فيوتر بعد العشاء أو في نصف الليل أو في وقت السحر من آخر الليل، كما روي عن علي # أنه قال (مِن كُلِّ الليلِ قد أوتر رسول الله ÷، حتى انتهى وتره إلى السحر)، فالذي يقوم قبل الفجر تأخيره له أفضل، والذي يخشى أن يفوته الوتر فلا ينام إلا وقت أوتر، كما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري ¥ قال: قال رسول الله ÷ «من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم فليوتر آخر الليل».

  وقد يسأل البعض من الناس عمن طلع عليه الفجر ولم يوتر، هل يوتر بعد الفجر أم لا؟

  فالجواب: أنه إذا نام عن الوتر حتى طلع الفجرُ فيجوز له الوتر إلى قبلِ طلوعِ الشمس، ومن فاته الوتر ليلاً جاز له أن يقضيه في النهار، كما روي عن علي # قال: «أتى رجل فقال: إنّ أبا موسى الأشعري يزعم أنه لا وتر بعد الفجر.