15 - حول العقل وأهميته
  ولقد مدح الله تعالى أصحاب العقول والبصائر، الذين يستعملون عقولهم في النظر والتفكر والإعتبار، في آيات كثيرةٍ من القرآن الكريم، فوصفهم بأنهم المتذكرون، فقال تعالى {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٧}[آل عمران]، وأنهم العالمون فقال تعالى {لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٥٢}[النمل]، في آيات كثيرة، وأنهم المتفكرون فقال سبحانه {نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٢٤}[يونس]، وقال تعالى {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ٤٣}[العنكبوت] ووجَّه إليهم الخطابات الكثيرة، حتى كأنهم المخاطبون فقط دون غيرهم.
  وقد شحن الله تعالى كتابه العزيز بوجوب استخدام العقل وأهميته، وكذلك النظر والتأمل، وذلك لأهمية العقل، هذا العنصر الكبير في حياة الإنسان، سواء الدينية أو الدنيوية.
  وقد شنَّع الله تعالى على من لَمْ يتأملْ ويَنظرْ في آياته ø، وأعرض عن النظر فيها، فقال تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ١٠٥}[يوسف].
  وقد أعطانا الله تعالى هذه الآلة العظيمة لنستطيع من خلاله إلى التوصل إلى معرفة الله وعبادته، كما قال أمير المؤمنين علي # «العقل آلة أُعطيناها لاستعمال العبودية لا لإدراك الربوبية، فمن استعملها في إدراك الربوبية فاتته العبودية ولم ينل الربوبية».
  ولما كان العقل هو الطريق إلى معرفة الله تعالى، فهناك تلازم وارتباط بين الإيمان والعقل، فمن عمل عقله كمل إيمانه، ومن نقص إيمانه فذلك دليل على سوء استخدامه لعقله.
  كم روي عن النبي ÷ أنه قال: «قسم الله العقل ثلاثة أجزاء، فمن كُنَّ فيه فهو عاقل، ومن لم يكُنَّ فيه فلا عقل له، حسن المعرفة بالله ø، وحسن الطاعة، وحسن الصبر لله».
  وعنه ÷: «يا أيها الناس اعقلوا عن ربكم، وتواضعوا بالعقل تعرفون ما أمرتم به وما نهيتم عنه».