روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 138 - الجزء 2

  وعن أمير المؤمنين علي #، قال رسول الله ÷: «إذا تقرَّب الناس إلى خالقهم بأنواع البر، فتقرَّب إلى الله بأنواع العقل، تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس في الدنيا، وعند الله في الآخرة».

  وعن النبي ÷ أنه قال: «كم من عاقلٍ عقل عن الله أمره وهو حقيرٌ عند الناس دميم المنظر ينجو غداً، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غداً في القيامة».

  وعن أمير المؤمنين علي #: «والله لقد سبق إلى جنات عدن أقوامٌ فما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياماً ولا حجاً ولا اعتماراً، ولكنهم عقلوا عن الله مواعظه، فوجلت منهم القلوب، وخشعت منهم الجوارح، واطمأنت منهم النفوس، ففاتوا الخليقة برفيع الدرجات، وعظيم المنزلة عند الله في الآخرة».

  فالعاقل: هو من استخدم عقله في ما يجلب له الخير، ويدفع عنه الشر، ولا خير أعظم من ثواب الله وجنته، ولا شر أعظم من عقاب الله وناره.

  أيها المؤمنون: الإنسان المكلف يعمل ما يعمله من الأعمال وهو في حالة اختيار كاملة، وهو يعرف ما يعمله هل هو صواب أو أخطأ، وهل هو طاعة أو معصية.

  فبعقلك أيها الإنسان تعرف حسن أفعالك وقبحها.

  فأنت عندما تعمل الطاعات، وتفعل الخيرات، تعلم بعقلك حسن فعلك، وترتاح نفسك على ما قمتَ به من طاعة لربك ..

  وعندما تعمل المعاصي، أو تقصر في الطاعات، تعلم بعقلك قبح فعلك.

  عقلك يعاتبك على الإخلال بالواجبات، عقلك يلومك عندما تنام عن الصلوات، عقلك يؤنبك عندما تترك الجماعات، عقلك ينبهك عندما تؤثر الدنيا على الآخرة.