روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

6 - همجية الطغاة وأحداثهم بعد كربلاء

صفحة 60 - الجزء 1

  الأوفى لهم، فلهم في الآخرة عذاب شديد، وإنما جعله الله تعالى في الدنيا عبرة وعظة لمن يتعظ ويعتبر.

  وقد تنوع الإنتقام منهم كما تنوع ظلمهم، فلنذكر بعض الإنتقامات الإلهية لأولئك المجرمين:

  أما عبيد الله بن زياد الدعي بن الدعي الذي أرسل الجيوش لقتل الحسين:

  فقد قتله إبراهيم بن مالك الأشتر في وقعة نهر الخازر بالموصل شمال العراق، فاحتزّ رأسه، واستوقدوا عامّة الليل بجسده، وبعث إبراهيم بن الأشتر برأس ابن زياد ورؤوس أعيان مَن كان معه إلى المختار، فقُدِم بالرؤوس والمختارُ يتغدّى، فأُلقيت بين يَدَيه، فقال: الحمد لله ربّ العالمين! وُضع رأسُ الحسين بن عليّ # بين يدَي ابن زياد لعنه الله وهو يتغدّى، وأُتيتُ برأس ابن زياد وأنا أتغدّى! فلمّا فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله، ثمّ رمى بالنعل إلى مولىً له وقال له: إغسلْها؛ فإنّي وضعتُها على وجهِ نجسٍ كافر، ثمّ بعث برأس ابن زياد إلى محمّد بن الحنفيّة وإلى عليّ بن الحسين #، فأُدخل عليه وهو يتغدّى، فقال #: أُدخِلتُ على ابن زياد (يعني حين أُسر وجيء به إلى الكوفة) وهو يتغدّى ورأسُ أبي بين يدَيه، فقلت: اللهمّ لا تُمتْني حتّى تُريَني رأسَ ابنِ زياد وأنا أتغدّى، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي.

  وأما أبجر بن كعب الذي سلب الإمام وأخذ قناع زينب:

  فكانت يداه بعد ذلك تتيبسان في الصيف كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دماً وقيحاً، ثم أسره إبراهيم بن الأشتر، فلما وقف بين يديه، قال له: يا ويلك ما فعلت يوم الطف؟

  قال: أخذت قناع زينب من رأسها وقرطيها من أذنيها، فجذبتها حتى خرمت أذنيها.

  فقال له إبراهيم - وهو يبكي -: يا ويلك ما قالت لك؟

  قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك، وأحرقك الله تعالى بنار الدنيا قبل نار الآخرة.