الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  وأما بحير بن عمرو الجرمي: الذي أخذ سراويل الحسين #، فصار زَمِنَاً مقعداً من رجليه، فقتله المختار ثم أحرقه بالنار.
  وأما بشير بن مالك: الذي جاء برأس الحسين # إلى الكوفة، فلما وضعه بين يدي ابن زياد لعنه الله قال:
  أوقر ركابي فضة وذهبا ... فقد قتلت الملك المحجبا
  ومن يصلي القبلتين في الصبى ... وخيرهم إذ يذكرون النسبا
  قتلت خير الناس أماً وأبا
  فقال له ابن زياد: قد علمت أنه خير الناس أماً وأباً فلم قتلته، ثم أمر به فقتل.
  وأما تميم بن حصين: الذي خرج من عسكر عمر بن سعد فنادى: يا حسين، ويا أصحاب الحسين! أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيّات؟! والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت عطشاً، فقال الحسين #: من الرجل؟ فقيل: تميم بن حصين.
  فقال الحسين #: هذا وأبوه من أهل النار، اللهم اقتل هذا عطشاً في هذا اليوم، فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه فوطأته الخيل بسنابكها، فمات عطشاناً.
  ولم يبق أحد ممن شارك في قتل الإمام الحسين # وأصحابه إلا انتقمه الله تعالى في الدنيا شر انتقام ولهم في الآخرة عذاب النار.
  وفقنا الله وإياكم لصالح الطاعة والعمل، وعصمنا من الزيغ والزلل، إنه على كل شيء قدير، وهو عليه يسير.