20 - الأمانة
  ومن أهم معاني الأمانة أن يتعفف المسلم عن استغلال المنصب، وأن يحرص على رفض المكاسب المشبوهة وتركها، فقد روي عن النبي ÷: «من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوق كان غلولاً يأتي به يوم القيامة».
  وروي أن رسول الله ÷ استعمل رجلاً على الصدقات، فلما جاء حاسبه، فقال: هذا مالُكم، وهذا هدية، فقال رسول الله ÷: «فهلا جلست في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً) ثم خطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد: فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئاًبغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر)، ثم رفع يده حتى رؤي بياض إبطه، وهو يقول: «اللهم هل بلغت».
  ومن الأمانة في المعاملة: أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، من النصح والبيان، وأن تكون حافظًا لحقوقهم المالية وغير المالية من كل ما استؤمنت عليه ولو كان أمراً سهلاً.
  فمن الأمانة: أن تحفظ حقوق المجالس التي تحضرها، فلا تفشي أسرارها، ولا تنشر أخبارها، فكم من حبال موصولة تقطعت، ومصالح تعطلت، بسبب استهانة بعض الناس بأمانة المجلس، وتكون الأمانة بين الرجل وصاحبه يفضي له بحديث يأتمنه عليه، ولا يحب أن يطلع عليه أحد، ثم يفشي سره ويحدث به الناس، وفي الحديث: «إذا حدث الرجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة»، لأن التفاته دليل على أنه لا يحب أن يسمع أحد ولا يعلم به.
  وتكون الأمانة حتى بين الرجل وزوجته، كما قال ~ وآله: «إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها»، وروي أن رسول الله ÷ قال يوماً والرجال عنده، والنساء قعود عنده في ناحية فقال: «لعل رجلاً يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها»، فأرَمَّ القوم أي سكتوا وَجِلِيْن فقالت أسماء بنت يزيد: إي والله يا رسول الله،