روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 179 - الجزء 2

  إنهم ليفعلون، وإنهن ليفعلن، قال: «فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون».

  ومن أهم خصال الأمانة: المحافظة على الأبناء وتربيتهم تربية سليمة وتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة، وتذكيرهم بثواب الله، وتخويفهم من عقاب الله حتى ينشأ الفتى دائم المراقبة لله، فأين الأمانة اليوم من كثير من الأولياء؟! لقد أضاعوها وأهملوها.

  أين الأمانة ممن ينصب في بيته الأجهزة التي تبث البرامج التي تغضب الله ø؟، وتسعى في نقض عرى الإسلام عروة عروة، وتسبب في غرس تقاليد الكفار وعاداتهم ومحاربة الفضائل الشريفة.

  أين هذا من أمانة الأولاد، فلنتق الله ولننظر إلى حديث رسول الله ÷ «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت، وهو غاش لرعيتة إلا حرم الله عليه الجنة»، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٧ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ٢٨}⁣[الأنفال].

  ومن الأمانة صونُ العلم ورعايتُه، وتعليمُه ونشرُه، كما يفعل العلماء العاملون الأبرار، وكما روي عن النبي ÷: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم».

  وتكون الأمانة في البيع والشراء والإجارة والاستئجار فلا يجوز للبائع أن يخون المشتري بنقص في الكيل أو الوزن، أو زيادة الثمن، أو كتمان العيب، أو تدليس الصفة.

  ولا يجوز للمشتري أن يخون البائع بنقص في الثمن أو إنكار أو مماطلة مع القدرة على الوفاء.

  ولا يجوز للمؤجر أن يخون المستأجر بنقص شيء من مواصفات الأجرة أو غير ذلك، ولا يجوز للمستأجر أن يخون المؤجر بنقص الأجرة أو إنكارها، أو تصرف يضر المستأجر من دار أو دكان أو آلة أو غير ذلك.

  وتكون الأمانة في الوكالات: فيجب على الوكيل أن يتصرف بما هو أحسن ولا يجوز أن يخون موكله، فلا يبيع السلعة الموكل في بيعها بأقل من قيمتها محاباة للمشتري، أو يشتري السلعة الموكَّل في شرائها بأكثر من قيمتها محاباة للبائع.