الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق
  الأول: أكل الحلال، فعن علي # قال: قال رسول الله ÷ «من كان منكم يحب أن تستجاب دعوته فليُطب مكسبه».
  وفي حديث آخر «عبد يدعو مأكله حرام وملبسه حرام أنى يستجاب له».
  الثاني: حسن الظن بالله تعالى والثقة بإجابته، وعدم الاستعجال: فإن الله تعالى ما فتح باب الدعاء إلا وقد وعد وضمن الإجابة، فلا يجوز للعبد أن ييأس أو يقنط من رحمة الله وإجابته، فعن رسول الله ÷ أنه قال: «لا يزال العبد بخير مالم يستعجل»، قيل: يا رسول الله وكيف يستعجل؟ قال: «يقول: قد دعوت الله فما آن لله أن يستجيب لي».
  الثالث: التضرع والخشوع لله تعالى، فعن جعفر بن محمد، قال: إن الله جل وتعالى حين دعا موسى من الشجرة المباركة، قال له: «يا موسى بن عمران إن أنت عبدي وأنا إلهك الديان كن عند ذكري خاشعاً، وعند تلاوة رحمتي طامعاً، وأسمعني التوراة وما فيها بصوت خاشع حزين، واطمئن عند ذكري، واذكر لي من يطمئن إلى ذكري، وإذا دعوتني فادعني خائفاً وَجِلاً مشفقاً لجلالي، واقنت بين يدي كقنوت العبد بين يدي سيده».
  الرابع: أن يصلي على النبي ÷ وفي أول الدعاء وأوسطه وآخره، كما روي عن علي # أنه قال: الدعاء محجوب عن السماء حتَّى يُصَلَّى على محمد وعلى آل محمد.
  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، ﷽ {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ٤٩ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ٥٠ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ٥١}[فصلت]، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.