الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق
  وعن أنس بن مالك، عن النبي ÷، أنه قال: «إن أنواع البر نصف العبادة، والنصف الآخر الدعاء».
  وعن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين، وزين ما بين السماوات والأرض».
  وعن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «إن الله في آخر ساعة تبقى من الليل يأمر بباب من أبواب سماء الدنيا فيفتح، ثم ينادي ملك، فيسمعه ما بين الخافقين إلا الإنس والجن: ألا هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من داعٍ بخيرٍ فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من راغب فيعطى رغبته؟ يا صاحب الخير هَلُّم، يا صاحب الشر اقصر، اللهم أعطِ منفقَ مالٍ خلفاً، اللهم أعطِ ممسك مالٍ تلفاً، فإذا كانت ليلة الجمعة فتح من أول الليل إلى آخره».
  وقد ضمن الله تعالى الإجابة لمن دعاه، فأبواب فضله مفتوحة، وخيراته لعباده ممنوحة، فعن علي #، قال قال رسول الله ÷: «ما من مؤمنٍ يدعو بدعوةٍ إلا استجيب له، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة».
  والدعاء من أسباب رد البلاء والمصاعب، ومن الدروع الواقية من المصائب، فعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ÷ «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء».
  وعن النبي ÷ «الدعاء يرد القضاء»، وفي حديث آخر عن رسول الله ÷ أنه قال «لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة».
  وللدعاء أيها المؤمنون شروط وآداب، لا بد من مراعاتها وتحصيلها كي يكون الدعاء مستجاباً، فأما شروطه فلا بد منها، ويجب الإنتباه لها: