روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 202 - الجزء 2

  دعوتني فأجبتك، قال: ما دعوتك وإنما الغلط من الرسول! ثم قال له: سل حاجتك يا ابن رسول الله.

  فقال: أسألك أن لا تدعوني لغير شغل، قال: لك ذاك، فلما خرج من عنده قال الدوانيقي لمن حوله: أني لما أحضرت أبا عبد الله وهممت بما هممت به من السوء رأيت تنيناً - أي ثعباناً كبيراً - قد حوى بذنبه جميع داري وقصري، وقد وضع شفته العليا في أعلاها والسفلى في أسفلها، وهو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين ويقول: يا منصور إن الله بعثني إليك وأمرني إن أنت أحدثت في عبدي الصالح الصادق حدثاً أبتلعتك ومن في الدار جميعاً! فطاش عقلي وارتعدت فرائصي واصطكت أسناني).

  فعلينا أن نتعلم من هؤلاء العظماء بناء العلاقة والرابطة مع الله تعالى، بالإخلاص لله، بإحسان العمل، بصدق الرجوع إلى الله، ندعوه من قلوبنا لا من ألسننا فقط كما هو حالنا اليوم.

  وفقنا الله لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وقاد بنواصينا إلى الخير والهدى، إنه على كل شيء قدير.