الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق
  وأيُّ جرأةٍ على الله وعلى رسوله ÷ أشدُّ من استحلال المحرمات، وتقحم الشبهات؟!، وأيُّ ذنبٍ أعظمُ من إهمال الصلوات، وترك إخراج الزكوات؟!.
  وأيُّ مصيبة دخلت على المجتمعات الإسلامية، من تفككها وتخلخلها، حتى صار الجار لا يعرف جاره، والقريب لا يألف قريبه، والمسلم لا يرعى حق أخيه المسلم، وأصبحت لغة المعاملة بيننا هي لغة المصالح الدنيوية، والأطماع المادية.
  وأصبحت الغيبةُ والنميمةُ فاشيةً في مجالسنا، بل أصبحت حليةَ تَجَمُّعَاتِنَا.
  إلى غير ذلك من المعاصي والمفاسد، فقد كَثُرَ الخبيث وقلّ بل عَدِمَ الطيب، والله تعالى غيورٌ على دينه وعلى محارمه، غيورٌ على شريعته، فإذا لم نتعظْ بتخويف الله، ونتداركْ أخطاءنا قبل حلول سخط الله، كان الجزاءُ وبيلاً، والعقابُ شديداً.
  وقد بين النبي ÷ أخطارَ المعاصي وسوءَ آثارها على الفرد والأسرة والمجتمع والقبيلة والأمة بأسرها، وحذر عن القُرب منها، فعنه ÷ «يا معاشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن - وأعوذ بالله أن تدركوهن -:
  لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.
  ولم يَنقصوا المكيالَ والميزانَ إلا أُخِذُوا بالسنينَ وشدةِ المؤنة وجورِ السلطانِ عليهم.
  ولم يمنعوا زكاةَ أموالهم إلا مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا.
  ولم ينقضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله إلا سلطَ الله عليهم عدواً من غيرهم فيأخذُ بعض ما في أيديهم.
  وما لم تحكم أئمتُهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم».
  وفي الحديث القدسي عن الله تعالى «لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أُسمِعْهُم صوتَ الرعد».