روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 213 - الجزء 2

  وفي حديث آخر عن النبي ÷ أنه قال «من سعادة ابن آدم كثرة استخارة الله، ورضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، وسخطه بما قضى الله له».

  أيها المؤمنون: من استخار الله تعالى فاز وأفلح، ونجح وربح، ومن ترك الاستخارة ندم وخسر، وتحسف وتحسر، كما روي عن أنس عن النبي ÷ أنه قال: «ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد».

  أيها المؤمنون: حين ترك الناس الاستخارة، ولم يرجعوا إلى ربهم، واعتمدوا على أنفسهم، وبآءت أكثر حالاتهم بالفشل، وكان عاقبة كثير من أمورهم إلى الفساد والخلل، لأننا نسينا أن نعتمد على من عنده العلم بمصادر أحوالنا ومواردها، ومِن عنده يأتينا كل ما نملك، وهو الذي يخولنا ويعطينا وينعم علينا، أفلا تدعونا أنفسنا هذه الشقية إلى أن نلجأ إليه، وهو لم يتركنا في كل حالاتنا، حتى ونحن نعصيه، يمدنا بنعمه، فكيف إذا كنا من أهل طاعته.

  وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.