روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 220 - الجزء 2

  سعادة المرء المسلم الولد الصالح»، فأنت تكون شريكاً لولدك في كل عمل صالح قام به وقدمه، وكل طاعة عمل بها، لأنك السبب في إصلاحه وهدايته، وكذلك بعد وفاتك لن ينساك ولن يتركك من دعاء وزيارة وصدقة وبر وغير ذلك، وهذه هي السعادة الدينية والدنيوية والأخروية.

  ونحن نرى في هذه الأزمنة من القصور والتهاون في التربية، وقد روي عن النبي ÷ «إن لكل شيء ثمرة، وثمرة القلب الولد، وإن الله لا يرحم من لا يرحم ولده»، فيا ترى ما هي رحمة الوالد لولده، ماذا تعني وكيف تكون؟

  هل هي أن ترحمه من الجوع والعطش والعري؟ وترحمه من الأمراض والحر والبرد فقط؟

  أم أن رحمتك لولدك اسم جامع، ومعنى شامل لكل ما يحتاجه ولدك من معاني الرحمة.

  فرحمتك لولدك، تعني تربيته تربية إسلامية، وتأديبه تأديباً دينياً، تهذيبه تهذيباً شرعياً.

  تعني أن تختار له الأصدقاء والجلساء الصالحين، وتحذره من جلساء السوء.

  تعني أن تتابعه وتراقبه في صلواته وعباداته، تعني أن تحثه وتدفع به إلى طلب النافع.

  تعني رحمتُك له أن تأخذ بيده إلى كل أمر يقربه من الجنة، ويبعده من النار.

  وفقني الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، إن أحسن الحديث وأبلغ المواعظ، وأنفع الذكر كتاب الله جل وعز، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو الفتاح العليم، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}⁣[لقمان]، بارك الله لي ولكم في القرآن ونفعني وإياكم بما فيه من الذكر والبيان، إنه ولي الجود والإحسان، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.