روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 248 - الجزء 2

  وروي عن النبي ÷ أنه قال «سيأتي من بعدي قوم يدخلون المساجد، يقضون فريضتهم، ثم يحتلقون لذكر الدنيا وأحوالها، أولئك مني بُرَأَئُ وأنا منهم بريء، ولا تزال الملائكة تقول لهم: اسكتوا يا بغضاء الله، اسكتوا يا مقتاء الله، اسكتوا يا أعداء الله».

  وروي عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله ÷ «إن الله تعالى أوحى إليّ: يا أخا المرسلين، يا أخا المنذرين، أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب سليمة، وألسنة صادقة، وأيدٍ تقية، وفروج طاهرة، ولا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة حتى يرد ظلامته إلى أهلها، فإذا رد تلك الظلامة كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويكون من أوليائي وأصفيائي، ويكون جاري مع النبيين والشهداء والصديقين في الجنة».

  الرابع: من الأخطاء الشائعة إحضار الصبيان إلى المساجد، لأنهم عرضة للتنجيس، وشغلة المصلين، فالصبيان الذين لم يبلغوا حد التمييز وليس في حضورهم فائدة من تعليم أو غيره، لا بد من تجنيبهم المساجد، فأما إذا كان الصبي يحضر للتعلم، أو التمرين على الصلاة، مع كونه نظيف البدن والثوب، وقد بلغ سن الثامنة، فلا مانع من ذلك.

  أيها المؤمنون: إن مَن أحبَّ الله تقرب إلى الله بأنواع الطاعات، فالعبادات وإن تنوعت وتعددت لكنها مترابطة، ولا يمكن القيام ببعضها والإستغناء عن البعض الآخر، فلا يحب المساجد إلا من كان يحب الطاعة، وقد وردت أحاديث كثيرة في مدح أهل المساجد الذين يواظبون على حضورها، وقد وعدهم الله تعالى على لسان رسوله ÷ بالبشارات والخيرات، كما روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷: «من أحبَّ اللهَ ø أحبَّ القرآن، ومن أحبَّ القرآن أحبني، ومن أحبني أحبَّ قرابتي وأصحابي، ومن أحبَّ الله وأحبَّ القرآن وأحبني وأحب قرابتي وأصحابي أحبَّ المساجدَ، فإنها أفنيةُ اللهِ وأبنيتُه، أَذِنَ في رفعها وباركَ