روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

30 - في فضل المساجد وآدابها

صفحة 251 - الجزء 2

  كانت له حسنة، والحسنة عشر أمثالها، ومن أدخل أذى في مسجد كانت عليه سيئة، والسيئة سيئة واحدة».

  وروي عن النبي ÷ أنه قال «عُرضت علي أجور أعمال أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد».

  فأما النخامة أو البصاق في المسجد فقد ورد التهديد والوعيد عليها، كما روي عن النبي ÷ أنه قال: «البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها» أي إزالتها، وعن النبي ÷ «من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه» وفي رواية أخرى «جاء يوم القيامة ونخامته بين عينيه».

  وعن علي # قال: (إن المسجد ليلتوي عند النخامة، كما يلتوى أحدكم إذا وقع به) - يعني إذا وقع به ما يكره -.

  وكفارة النخامة إزالتها وضمخها بالطيب أو الزعفران أو الرائحة الطيبة، كما روي عن علي # عن رسول اللَّه ÷ أنه قال: «من وَقَّر المسجد بنخامته لقي اللَّه يوم القيامة ضاحكاً، وأعطاه كتابه بيمينه».

  ومعنى من وقَّرَ المسجد أي من عظّم المسجد بإزالة النخامة منه.

  ونحن نرى في هذه الأزمنة من التساهل بأمر نظافة بيوت الله، فكم من شخص يدخل إلى حمامات المسجد ليغتسل مثلاً وتراه يرمي بالنفايات ولا يبالي، ولا يهمه ما ينتج عنها من أضرار ومفاسد، فهي تسبب في سد مجاري المياه.

  وكم من شخص يبصق حتى بين الماء أو في الصرح أو الحجرة ولا يبالي.

  الثاني: تجنب أكل ما يؤذي وينتج منه رائحةٌ كريهة كالثوم والبصل ونحوهما، لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، وقد ورد النهي عن ذلك، فعن عن علي #، قال: دخل رجل من أهل اليمن وقد أكل الثوم؛ فتأذى به رسول اللَّه ÷