روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 252 - الجزء 2

  والمسلمون؛ فقال رسول اللَّه ÷: «مَنْ أكل من هذه البقلةِ فلا يقرَبَنَّ مسجدنا».

  وفي رواية عن جابر «من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، - أو فليعتزل مسجدنا».

  ولا يعني هذا تحريم أكل البصل والثوم والكراث ونحوها، وإنما كره النبي ÷ ذلك لمن حضر الجماعات في المسجد؛ لئلا يتأذى به أحد من المسلمين.

  الثالث: مما يلزم تجنيبه المساجد، إنشاد الضالة وهي ما ضاع على الإنسان، فلا يجوز السؤال عنه في المسجد، فعن النبي ÷: أنه نهى عن إنشاد الضالة في المسجد.

  وروى الإمام المرتضى محمد بن يحيى # في كتاب المناهي: عن آبائه عن النبي ÷: أنه نهى أن تُجْعَلَ المساجدُ طُرُقَاً.

  ونهى عن أن ينشد الشعر في المسجد، وقال: «من فعل ذلك، فقولوا له: رَضَّ اللَّهُ فاك».

  ونهى عن البيع والشراء في المسجد، وقال: «من فعل ذلك فقولوا له: لا أربح اللَّه تجارتك».

  ونهى عن النخامة في المسجد، ونهى أن يكون في قبلة المسجد حمام، أو حش، أو مقبرة.

  أيها المؤمنون:

  لابد أن نجعل للمساجد حرمتها ومكانتها، ولا يجوز أن نستهين ببيوت الله، أو نستهزأ بأهلها وعمارها، بل لابد أن نسعى جاهدين إلى أن نكون من أهلها الذين قال الله فيهم {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ٣٧}⁣[النور].