الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق
  ومن البلايا العظمى: أن سيء الظن يرى أنه على حق، وكل من خالفه على باطل، {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}[فاطر: ٨]، وربما عرف أنه أخطأ وأساء، واكتشف الخلل ولكن لا يقلع عن ذلك، محبة في التصدر والتربع، وحب الرئاسة والنفاسة، فيهلك ويهلك.
  قبيح من الإنسان ينسى عيوبه ... ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى
  فلو كان ذا عقل لما عاب غيره ... وفيه عيوب لو راءها بها اكتفى
  أخي المؤمن: لا يجوز لك أن تظن بأخيك شراً، ومتى خطر لك خاطر سوء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته والدعاء له بالخير، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك، وإذا تحققت هفوة من مسلم فانصحه ولا تفضحه.
  ومن أضرار سوء الظن: أنه يدعو إلى التجسس والتحسس على الناس وعلى أخبارهم، والقلب إذا تُرك له العنان لا يقنع بالظنّ، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس، وذلك منهي عنه، لأنه يوصل إلى هتك ستر المسلم.
  فلا يظن المسلم بكلمة خرجت من أخيه المسلم إلا خيراً، ما دام أنه يجد لها في الخير محتملاً، وهذا كله يتعلق بسلامة الصدر، لأن إحسانَ الظنِّ بأهل الإيمان يحتاج إلى نقاء النفس وطهارة القلب.
  وفقنا الله لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص]، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم، ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.