روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 259 - الجزء 2

  وعَيناكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً ... فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُنُ

  وعاشِرْ بِمَعروفٍ وسامِحْ مَن اعتَدى ... ودَافع ولكن بالتي هِيَ أحسَنُ

  روي عن ابن عمر أنه قال: كان بالمدينة أقوام لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فأسكت الله الناس عنهم عيوبهم، فماتوا ولا عيوب لهم، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم، فتكلموا في عيوب الناس، فأظهر الله عيوباً لهم، فلم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا.

  أخي المسلم: اعلم أن سوء ظنك بالمؤمنين دليلٌ على سوء فعلك، وقبح عملك، كما قال الشاعر:

  إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدّق ما يعتاده مِن تَوَهُّمِ

  وقال آخر:

  لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا ... فيهتك الله سترا عن مساويكا

  واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا ... ولا تعب أحداً منهم بما فيكا

  فالأولى أن نُقبل على أنفسنا فنزكّيها بالعلم النافع، والعمل الصالح، ونترك الاشتغال بعيوب الناس الذين هم خير منا، فإننا لن نُسأل في قبورنا إلا عن أعمالنا، ولن نسأل عن عمل أحد وما قدم.