روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

32 - حول تحريم الغناء وآلات الملاهي

صفحة 266 - الجزء 2

  ومن الأضرار: أن الملائكة تهجر البيت الذي يحصل فيه هذه المحرمات، فعن النبي ÷: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه خمر أودف أو طنبور أو نرد ولا يستجاب دعاؤهم ورفع الله عنهم البركة»، وإذا لم تدخل الملائكة فلا شك ستدخل الشياطين.

  لأن الغناء كالدعوة للشياطين للحضور، كما روي عن النبي ÷: «من تَغَنَّى، أو غُنِّيَ له، أو ناح أو نيح له، أو أنشد شعراً أو قرضه، وهو فيه كاذب: أتاه شيطانان فيجلسان على منكبيه يضربان صدره بأعقابهما حتى يكون هو الساكت».

  وفي حديث آخر «ما رفع أحد صوته بغناء، إلا بعث الله إليه شيطانين، يجلسان على منكبيه، يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك».

  فلهذا ترى أكثر البيوت مليئةً بالمشاكل، بسبب أن البعض لا يبالي بأصوات اللهو والطرب، بل قد أصبحت سهلة التناول في هذا الزمان، لتعدد آلاتها وأجهزتها، فلا يكاد يخلو بيت من التلفزيونات والدشات، بل أصبحت على أسطح البيوت والمنازل كالأعلام للشياطين.

  وترى ذواكر الجوالات ممتلئة بأنواع الملاهي والمعازف والموسيقى، وقد صارت في متناول الصغير والكبير، والرجل والمرأة، والكثير لا يحسن استخدامها، والمشكلة الكبرى غياب المراقبة، فالزوج لا يدري على ماذا يحتوي جوال زوجته من الملاهي والغناء وغيرها، والأب لا يدري كذلك ولا يراقب ولده ولا يفتشه، وقد يسمع الأب ولده وهو يستمع إليها فلا ينهاه، وهذا عين الإهمال، وهو سبب ضياع الأجيال، وانخراطهم في سلك الضلال، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

  وإذا كان أفراد البيت على هذه الحال السيئة أصبح بيتاً لا خير فيه ولا في أهله، وصار الأمر كما روي عن علي # أنه قال: (بئس البيت بيت لا يعرف إلا بالغناء، وبئس البيت بيت لا يعرف إلا بالفسوق والنياحة).