الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق
  ومن أضراره الخطيرة أيضاً: خروج المتعاطي له عن زمرة المؤمنين، ويحرمه الله مرافقة الصالحين، كما روي عن ابن عمر قال سمعت رسول الله ÷ يقول: «من استمع إلى لهو غناء حرمه الله مرافقة الصديقين والشهداء والصالحين».
  وإذا مات مصراً على معصيته غير تائب منها لم يصل عليه، كما روى جابر عن النبي ÷ أنه قال: «من مات وله جارية مغنية لم يصل عليه».
  ولا يكون ممن يسمع الأصوات الجميلة في الآخرة، كما روي عن ابن عمر عن النبي ÷ أنه قال: (من استمع إلى لهو غناء حرم الله عليه صوت استماع داود إِذا قرأ الزبور في بطنان الجنة).
  وقد يتخذ بعض الناس تلك المحرمات سبباً للرزق، وكسباً للمال، وهو إنما يأخذ الحرام، فيكون الأمر كما روي عنه ÷ أنه قال: «ثمن المغنية سحت، وغناؤها حرام، والنظر إليها حرام، وثمنها مثل ثمن الكلب سحت، ومن نبت لحمُه من سحت فالنار أولى به).
  وعن عمرو بن مرة قال: قلت: يا رسول الله: كُتِبَتْ عليَّ الشقوة: فلا أزرق إلا من دفِي بكفي، فأذن لي في الغناء من غير فاحشة، فقال ÷: «لا آذن لك ولا كرامة ولا نُعمةَ عينٍ، كذبت أي عدو الله، لقد رزقك الله حلالاً طيباً فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله، ولو كنتُ تقدمتُ إليك لفعلتُ بك وفعلتُ، قم عني وتب إلى الله، أما إنك إن أتيت بعد التوبة شيئاً ضربتك ضرباً وجيعاً، وحلقت رأسك مُثْلَةً، ونفيتك من أهلك، وأحللت سلبك نهبة لسكان المدينة» فقام عمرو وبه من الشروالخزي ما لا يعلمه إلا الله، فلما ولى قال النبي ÷ «هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله كما كان في الدنيا مخنثاً عرياناً لا يستتر من الناس بهدبه، كلما قام صرع».