روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

34 - في التوبة والإقلاع عن المعاصي

صفحة 285 - الجزء 2

  فقال رسول الله ÷: يا عمر ويا سلمان، انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن، فخرجا في أنقاب المدينة، فلقيهما راع من رعاء المدينة، فقال له عمر: هل لك علم بشاب بين هذه الجبال؟

  فقال الراعي: لعلك تريد الهارب من جهنم؟

  فقال له عمر: وما علَّمَك أنه هارب من جهنم؟

  قال: لأنه إذا كان جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعاً يده على رأسه وهو يقول: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد ولم تجردني في فصل القضاء.

  قال عمر: إياه نريد، فانطلق بهم الراعي إلى مكانه، فلما كان في جوف الليل خرج عليهم من بين تلك الجبال واضعاً يده على أم رأسه وهو يقول: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد، ولم تجردني لفصل القضاء.

  فعدا عليه عمر فاحتضنه فقال: الأمان، الخلاص من النار.

  فقال له عمر: أنا عمر بن الخطاب.

  فقال: يا عمر، هل علم رسول الله ÷ بذنبي؟

  قال: لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فبكى رسول الله ÷.

  فقال ثعلبة: يا عمر، لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي، وبلال يقول: قد قامت الصلاة.

  قال: أفعل، فأقبلا به إلى المدينة، فوافقوا رسول الله ÷ وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان الصف، فما سمع ثعلبة قراءة رسول الله ÷ خر مغشياً عليه، فلما سلم رسول الله ÷ قال: يا عمر ويا سلمان، ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن؟

  قالا: هو ذا يا رسول الله. فقام رسول الله ÷ قائماً فقال: ثعلبة، قال: لبيك يا رسول الله! فنظر إليه فقال: ما غيَّبك عني؟ قال: ذنبي يا رسول