الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)
  الله. قال: أفلا أدلك على آية تكفر الذنوب والخطايا؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: قل: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
  قال: ذنبي أعظم يا رسول الله.
  فقال رسول الله ÷: «بل كلام الله أعظم»، ثم أمره رسول الله ÷ بالانصراف إلى منزله، فمرض ثمانية أيام، فجاء سلمان إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله! هل لك في ثعلبة أن نأتيه لما به؟.
  فقال رسول الله ÷: «قوموا بنا إليه»، فلما دخل عليه أخذ رسول الله ÷ رأسه فوضعه في حجره، فأزال رأسه عن حجر رسول الله ÷، فقال له رسول الله ÷: «لِمَ أزلت رأسك عن حجري»؟
  قال: إنه من الذنوب ملآن. قال: «ما تجد»؟ قال: أجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي. قال: «فما تشتهي»؟ قال: مغفرة ربي.
  فنزل جبريل # على رسول الله ÷ فقال: «إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة - أي بملئ الأرض - لقيته بقرابها مغفرة».
  فقال له رسول الله ÷: أفلا أعلمه ذلك؟ قال: بلى.
  فأعلَمَه رسول الله ÷ بذلك، فصاح صيحة فمات.
  فأمر رسول الله ÷ بغسله وكفنه وصلى عليه، فجعل رسول الله ÷ يمشي على أطراف أنامله في جنازته، فقالوا: يا رسول الله، رأيناك تمشي على أطراف أناملك، فقال ÷: «والذي بعثني بالحق نبياً ما قَدِرت أن أضع رجلي على الأرض من كثرة أجنحة مَن نزل لتشييعه من الملائكة».