وعن أمير المؤمنين علي عليه السلامأنه قال: (يخرج مني بظهر الكوفة رجل يقال له زيد، في أبهة سلطان لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون إلا من عمل بمثل ما عمله، يخرج يوم القيامة هو وأصحابه معهم الطوامير، ثم يتخطون أعناق الخلائق، قال: فتتلقاهم الملائكة فيقولون: هؤلاء خلف الخلف، ودعاة الحق، ويستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقول: قد عملتم بما أُمرتم، أدخلوا الجنة بغير حساب).

  الإمام زيد # فاق أقرانه وأهل زمانه في جميع الصفات والخصال علماً وعملاً واجتهاداً وشجاعة وفصاحة وبلاغة وبياناً، وصرامة في قول الحق، حتى حظي بمكانة سامية، في أوساط علماء الإسلام، وبالخصوص بين أهل البيت $، فقد أجمع عليه الموالف والمخالف من جميع الفرق والطوائف:

  قال أخوه الباقر محمد بن علي: (إن أخي زيد بن علي خارج، ومقتول على الحق، فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله)، وقال فيه أيضاً (هذا والله سيد بني هاشم، إن دعاكم فأجيبوه، وإن استنصركم فانصروه).

  وقال أخوه الحسين بن علي بن الحسين: (كان أخي زيد بن علي قائلاً بالحق داعياً إلى الحق، ناصراً للحق، جاهد والله أعداء الله، وأعداء رسوله، واستشهد على ذلك).

  وقال جعفر الصادق: (الشاك في فضل عمي زيد منافق، قام والله زيد بن علي داعيا إلى الله ø، وأمر بالعدل في عباد الله، وجاهد أهل الكفر، فمضى والله هو ومن معه شهداء).

  وقال: (برئ الله ممن برء من عمي زيد، كان والله أقرئنا لكتاب الله، و أفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم، والله ما ترك فينا لدنيا ولا لآخرة مثله).

  وقال عبد الله بن الحسن الكامل للحسين بن زيد بن علي: (والله لقد توالى لك آباءٌ ما رأيت فينا ولا في غيرنا مثلهم، إن أدنى آبائك الذي لم يكن فينا مثله أبوك زيد بن علي، لا والله ما كان فينا مثله).