37 - حول الدنيا وحالات الحشر وحقيقة الإسلام
  روي عن معاذ أنه قال: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ١٨}[النبأ]، فقال يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر، ثم أرسل عينيه، ثم قال: تحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتاً قد ميزهم الله تعالى من المسلمين، وبَدَّل صورهم:
  فبعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون، أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها، وبعضهم عمي، وبعضهم صم بكم، وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتناً من الجيف، وبعضهم ملبسون جباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم:
  فأما الذين على صورة القردة: فالقَتَّاتُ من الناس.
  وأما الذين على صورة الخنازير: فأهل السحت.
  وأما المنكسون على رؤوسهم: فأكلة الربا.
  والعمي: الجائرون في الحكم.
  والصم والبكم: المعجبون بأعمالهم.
  والذين يمضغون بألسنتهم: فالعلماء والقضاة الذين خالفت أعمالهم أقوالهم.
  والمقطعة أيديهم وأرجلهم: الذين يؤذون الجيران.
  والمصلبون على جذوع من نار: فالسعاة بالناس إلى السلطان.
  والذين هم أشد نتناً من الجيف: فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله في أموالهم.
  والذين يلبسون جباباً سابغة من قطران: فأهل التجبر والخيلاء.
  ومن الصور والحالات التي يحشر عليها بعض أهل الذنوب والمعاصي، الحالات التالية:
  الذي لا يعدل بين الزوجات: مَنْ كَانَت لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَال إِلَى إِحْدَاهمَا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وشِقُّه مائل.